بيغ بن ام عواد - الحلقة الثانية

................
أنهت ام عواد صلاتها وجلست بالقرب من ابو عواد, وكأن شيئا لم يكن...
وهذا ايضا جانب اخر من فصول حياة هذين الزوجين ذوي المفارقات العجيبة.
قال ابو عواد وهو يمد يده الى كيس الحيوب حاملا منها حفنة صغيرة نثرها للدجاج:
- قومي احسن منتي قاعدة عيونك عيون الخرسة روحي اغسلي القوري سوي لنا كاسة شاي.
- الشاي يمرط القلب..
خليني اسوي لك كم بيضة - جزمز- كل لك لقمة عود اشرب شاي..
وبينما هي تهم بالنهوض قرع الباب :
- ام عواد..ام عواد....ّّّّ
- منو؟؟؟ فوت يالعالباب...
دخل ابن ام حسين وهو يحمل بيده طبشي مملوء يلبسنبوسك الحار..
- خالتي...هذا من امي..
- انطاك العافية يا عيني
خرج الولد واستلم ابو عواد السنبوسك...كل واحدة بلقمة...

والثانية...والثالثة...
قالت ام هواد:
- ها شبيك مجوي...
سمي باسم الله وكل مثل الاوادم...
- روحي انتي سوي البيض لا تعطيني دروس ومواعظ..
جابت ام عواد الغداء وجلست تنظر الى الصحن الذي خلا من السنبوسك الا واحدة..
بينما باشر ابو عواد بالاكل..
قال:
- مدّي ايدك...خوش ما تريدين عزيمة؟؟
- تناولت ام عواد الرغيف وبدأت بالطعام.
بعد قليل ..الباب يقرع مرة ثانية..
هاهو صوت شيخو بياع الدجاج:
- ابو عواد ابو عواد..
- فوت شيخو فوت...الباب مفتوح..
دخل شيخو وهو يحمل بيديه ثمانية دجاجات قد ربط كل اربعة منها في خيط قطني من ارجلها.
بينما تدلت رؤوسها للاسفل.
- السلام عليكم.
- هلا ابو سعودة..
- بوجهك تعال كل لك لقمة..
- بالعافية...والله سبقتكم..من شوي اكلت سندويشة فلافل انبزلت بطني.
- شكون هالدجاجات شيخو؟؟
- توي اشتريتهن...الله وكيلك من ايد الشاوية لهون...
- قل لي بصراحة...بشقد اشتريتهم تا اعطيك عليهم مربح؟؟
- يا أخي اشتريتهم بنص ليرة...انت قديش بتدفع فيهن؟؟
- ليش صايرة طباعك خربانة ولاك شيخو؟؟
ضحك شيخو:
- وحياة راس بنتي سعاد اشتريتهن على مية وخمس وعشرين
- اي هاه...شفت اشمحلاك؟؟؟
خذ لك مية ورقة حلال زلال..
- لك ابو عواد ..انت ليش وجدانك ضعيف؟؟؟
لو بدي بيعن بمربح ميتين ليرة بعتهن بالفيحة..
بس والله كرمالك جيت دغري..
هات ميتين هات..
استلم شيخو المصاري وقال:
- مبروكات..
- وين وين؟؟؟؟؟
غدا ما تغديت..شاي ما تشرب؟؟؟
والله اذا تحركت الا اكسر رجلك..اقعد..
جلس شيخو وذهبت ام عواد لاحضار الشاي...
تناول ابو عواد المجموعة الاولى من الدجاج وبدأ بفك الخيط من ارجل الدجاج..
وكذلك فعل شيخو..
ما ان تحررت الدجاجات حتى صفقت كل واحدة بجناحيها والتحقت بالكتيبة.
قال شيخو:
- لك ابو عواد عندي اشلون دجاجات فرعونيات هيك علاة الوحدة..
- لا تجيب لي طاري الدجاج الفرعوني
- ليش ليش؟؟؟
- اعوذ بالله..شرسات...يدكوا عالدجاج وينقروا عيونهم..
- على راحتك...بس والله ما يخلو كمان بالبيت لا عقرب ولا حنش
- لك شيخو شكون قالوا لك بيتي مليان حياية؟؟؟
شرب شيخو الشاي وخرج..

بعد ذلك حملت ام عواد عباءتها وهمّت بالخروج..
- وين يا مهوّن؟؟؟
اقعدي خلي الناس مرتاحين ببيوتهم وقت غدا..
لا تظلين مثل( شلولو) رايحة جاية..
- الحاصل اللي تقعد معاك تجيها الجلطة..
داجور وتدوجرت...شكون تريد مني؟؟
- يبووووووووووه...روحي روحي
درب الصد لا رد..
خرجت ام عواد من البيت ولاح لها عن بعد مجموعة من نساء الحارة يتجمهرن امام عربة ابو البضائع.
صوته لا ينقطع :
شلحات...كيلوتات...جوارب ...شكالات..
توجهت ام عواد الى المجموعة وحفايتها تثير الغبار في شارع الحارة الترابي.
ما ان وصلت حتى بدأت طقوس اخرى من السلامات والترحيب..
قالت ام عواد:
- شكون يبيع الحلبي؟؟
- والله بضاعته مو خوش..
بعدين مغلواني..
رد البياع:
- لك شو مغلواني ما مغلواني؟؟؟
العمى..لك شايفة الشلحة هاي..
الله وكيلك بنص حلب حءها 75 ليرة..
شو انا جايب البضاعة من خربة جدي؟؟
اتركي اتركي اختي...بدكن بدكن ..ما بدكن اتركوني استرزء..
قالت ام حسين:
- عندك درجة فتلة؟؟؟
- ليكا قدامك خيتووووو
خمس ليرات..
هات ثلاثة..
قالت ام عواد:
- ليش لسه ما خلّصتي اللحف؟؟
- لا والله...صار عندي شغل..
- امشي تا اعاونك امشي.
وذهبت ام حسين وام عواد بينما دفع البائع العربانة وهو يصيح:
- شلحااات ..كيلوتااااات ....جواريب....
الى اللقاء بالحلقة التالية
مجد101